logo

آخر أخبار من "المدن"

اليوم التالي في غزة ما زال بعيداً
اليوم التالي في غزة ما زال بعيداً

المدن

timeمنذ 5 ساعات

  • سياسة
  • المدن

اليوم التالي في غزة ما زال بعيداً

ربما يبدأ الاجتياح البري الشامل لقطاع غزة قبل أن تصل إليك هذه السطور، فقد استكملت إسرائيل استعداداتها لحرب برية شاملة في غزة كانت قد علقتها ريثما تنتهي زيارة ترامب لمنطقة الخليج، فيما أعاد ترامب على مسامع مضيفيه حول مائدة مستديرة لرجال الأعمال في قطر فكرة سيطرة الولايات المتحدة على غزة، عارضاً فكرة تحويل غزة -حال تملك أميركا لها- إلى ما أسماه بـ(منطقة حرية) وإعادة تطوير القطاع الذي مزقته الحرب، وقال ترامب خلال اجتماع مائدة مستديرة للأعمال في الدوحة مع كبار المسؤولين القطريين: "إذا لزم الأمر، أعتقد أنني سأكون فخوراً بامتلاك الولايات المتحدة للقطاع، واستلامه، وتحويله إلى منطقة حرة". وأضاف"لندع بعض الأمور الجيدة تحدث !!.. خرائط جديدة للاستيطان فكرة ترامب التي رفضتها قمتان إحداهما عربية والثانية إسلامية، مازالت تُلِّح على المطور العقاري السابق الذي يشغل الآن مقعد رئيس الولايات المتحدة لفترة رئاسية ثانية، وبينما يلح الرجل على فكرته غير مبال بكل بيانات العرب، ولا بهداياهم السخية، تمضي الإستعدادات العسكرية الإسرائيلية قدماً لاجتياح القطاع وإعادة إحتلاله بالكامل، بينما تلوّح الأحزاب اليمينية المتطرفة بخرائط جديدة للاستيطان في مناطق مختارة بالقطاع. حتى الآن، أثبتت جهود ترامب لإنهاء الصراع بين إسرائيل وحماس أنها تلاحق هدفاً بعيد المنال. ورغم أن المطور العقاري السابق سبق أن طرح فكرة سيطرة الولايات المتحدة على غزة وتطويرها، قبل أن يتخلى مؤقتاً عن هذه الفكرة، مفسحاً المجال لمحاولات تحديها من قبل من تصدوا لها بالرفض، فمن الملاحظ أن تعليقاته جاءت لاحقاً في خضم جولته التي شملت ثلاث دول عربية في الشرق الأوسط. أرض للموت وقال الرئيس الأميركي: "نحن نعمل بجد على موضوع غزة. غزة أرضٌ للموت والدمار منذ سنواتٍ طويلة. وكما تعلمون، لديّ أفكارٌ بشأن غزة أعتقد أنها جيدةٌ جداً: جعلها منطقةً حرةً، والسماح للولايات المتحدة بالتدخل وجعلها منطقةٍ حرة، منطقةٌ حرةٌ حقيقية". وتابع الرئيس الأميركي: "لم يتم حل مشكلة غزة قط، وإذا نظرتم إليها، لديّ لقطات جوية، أعني أنه لا يوجد أي مبنى قائم تقريباً. يعيش الناس تحت أنقاض المباني المنهارة، وهو أمر غير مقبول، إنه موتٌ هائل. وأريد أن أراها منطقةً حرةً". حكومة انتقالية وذكر تقرير لوكالة "رويترز" قبل أيام أن ما وصفه بخمسة مصادر مطلعة لم يسمها قد كشفت أن الولايات المتحدة وإسرائيل ناقشتا احتمال أن تتولى واشنطن قيادة إدارة مؤقتة لقطاع غزة بعد انتهاء الحرب. وقال تقرير "رويترز" إن هذه "المشاورات رفيعة المستوى قد تركزت" حول تشكيل حكومة انتقالية يرأسها مسؤول أميركي للإشراف على غزة حتى يتم نزع سلاح القطاع واستقراره، وظهور إدارة فلسطينية قابلة للحياة"، بحسب ما أفادت المصادر الخمس التي لم تسمها الوكالة. ووفقاً لهذه المناقشات، التي لا تزال في مراحلها التمهيدية، فلن يكون هناك مدى زمني محدد لاستمرار هذه الإدارة المؤقتة بقيادة أميركية، حيث سيعتمد ذلك على الأوضاع على الأرض، بحسب مصادر "رويترز" (الخمس)، التي قارنت هذا المقترح بـ"سلطة الائتلاف المؤقتة" التي أنشأتها الولايات المتحدة في العراق عام 2003 بعد غزوها الذي أطاح بصدام حسين. لكنها تراجعت عنها بسبب فشلها بعد عام واحد في احتواء التمرد المتصاعد آنذاك. وأشارت المصادر إلى أن دولاً أخرى ستُدعى للمشاركة في هذه الإدارة التي تقودها الولايات المتحدة في غزة، من دون تحديد هذه الدول. كما ذكرت أن الإدارة ستعتمد على تكنوقراط فلسطينيين، لكنها ستستبعد كلاً من حركة حماس والسلطة الفلسطينية التي وصفتها بأنها تملك نفوذاً محدوداً في الضفة الغربية المحتلة. وأوضحت المصادر أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان يمكن التوصل إلى اتفاق بهذا الشأن. وقالوا إن المناقشات لم تصل بعد إلى مرحلة البحث في أسماء الأشخاص الذين قد يتولون أدواراً محورية. فترة انتقالية ولم تحدد المصادر أي طرف تقدم بهذا المقترح، كما لم توفر مزيداً من التفاصيل بشأن سير المحادثات، لكن متحدثاً باسم وزارة الخارجية الأميركية رفض التعليق بشكل مباشر على ما إذا كانت هناك محادثات مع إسرائيل حول إدارة مؤقتة تقودها الولايات المتحدة في غزة، قائلاً إنه لا يمكنه الحديث عن مفاوضات جارية، لكنه أضاف : "نحن نريد السلام والإفراج الفوري عن الرهائن"، وتابع: "ركائز نهجنا تظل ثابتة: نقف إلى جانب إسرائيل، ونقف من أجل السلام". جدعون ساعر وزير الخارجية الإسرائيلي كان قد كشف في مقابلة أجراها في نيسان/أبريل الماضي مع قناة "سكاي نيوز عربية" إنه يعتقد أنه ستكون هناك "فترة انتقالية" بعد النزاع، تشرف فيها هيئة دولية من "دول عربية معتدلة" على غزة، مع تولي الفلسطينيين تنفيذ المهام تحت إشرافها. وقال ساعر: "لسنا بصدد السيطرة على الحياة المدنية في غزة، فمصلحتنا الوحيدة في القطاع هي الأمن". الحرب الشاملة على غزة والتي يصر نتنياهو على مواصلتها محدداً هدفه بأنه (إعادة احتلال غزة بالكامل) ربما تدخل الآن طوراً جديداً باعتبارها جزءاً من خطة شاملة للتهجير القسري أو حتى الطوعي، قد تنتهي بضم القطاع الى الأراضي الأميركية، كما يلح ترامب، أو إلى إسرائيل كما ترغب أحزاب اليمين المتطرف. أدوات رفض قاصرة العجز الظاهر لدى القوى التي ترفض طروحات ترامب بشأن تملك غزة، ربما يغريه لمواصلة مسعاه، لكن لا الفلسطينيين ولا العرب يقبلون أفكار ترامب للاستثمار العقاري الأميركي في غزة، وإن كانت أدوات الرفض الفلسطينية والعربية تبدو قاصرة حتى الآن عن التأثير في أفكار الرئيس الأميركي. إسرائيل من جانبها قد لا تفضل جواراً أميركياً لأراضيها، وقد لايسعدها تصورات ترامب للاستثمار العقاري في غزة، فلديها حسابات بشأن مستقبل حضورها وتأثيرها في المنطقة برمتها، لا تتطابق بالضرورة مع حسابات ترامب لذاته أو حتى لبلاده. مصر التي تبدو وحيدة بحسابات المواقف والقدرات، لا يمكنها أن تقبل بقيام مستوطنة أميركية عملاقة في جوارها، لكن آليات الرفض عندها في مواجهة الولايات المتحدة لن تبلغ على أي حال مبلغ الحرب، مالم تتعرض سيادة مصر على سيناء لتهديد حقيقي. إشراف عربي معتدل محددات جدعون ساعر وزير خارجية إسرائيل لسيناريو اليوم التالي في غزة، ربما تكشف عدم ترحيب إسرائيل برغبة ترامب في تملك قطاع غزة، فالرجل يشير إلى ملامح الفترة الانتقالية في غزة بعدما تحقق الحرب أهدافها المعلنة، بأن هيئة دولية تضم من وصفهم بـ(دول عربية معتدلة) تشرف على فلسطينيين-من خارج حماس أو السلطة- يتولون مهام الادارة، بينما تضطلع اسرائيل بمهام الأمن في القطاع. وحدد ساعر (الأمن) باعتباره (مصلحة اسرائيل الوحيدة في القطاع)، وهكذا طبقاً لرؤية جدعون ساعر، فان مستقبل غزة في اليوم التالي لانتهاء الصراع يمكن أن يصبح على الوضع التالي: إشراف عربي معتدل، الادارةاليومية فلسطينية من خارج حماس والسلطة (تكنوقراط)، أما الأمن فمسؤولية إسرائيل. معادلات القوة التي تبسط رؤيتها على الأرض، ما تزال ملتبسة وعاجزة، وما يزال اليوم التالي في غزة بعيداً رغم إلحاح إسرائيلي يقرع طبول الحرب، وإلحاح أميركي يروج لأحلام الريفيرا في غزة.

دمشق مرة ثانية
دمشق مرة ثانية

المدن

timeمنذ 6 ساعات

  • سياسة
  • المدن

دمشق مرة ثانية

زرت دمشق في شباط الماضي بعد غياب 45 عاماً. وحينما غادرتها بعد حوالي أسبوعين، قلت بيني وبين نفسي، إن هذه الزيارة غير محسوبة. لم يكن الوقت كافياً لرؤية الأهل والأصدقاء والزملاء، والقيام بجولات في المدينة من أجل الكتابة. أغلب الذين التقيت بهم عتبوا عليّ لأني غادرت ولم أمكث مدة أطول. وكان لديهم الحق في ذلك. كان يجب أن أكرس وقتاً أطول لتلك الزيارة، وألا تقتصر على دمشق لوحدها. ثمة من دعاني لزيارة السويداء ودرعا وحلب وحمص وحماة واللاذقية، وخاطبني كثيرون من أفراد عائلتي وأقربائي، وألحوا على ضرورة زيارة مدينتي الحسكة، التي تعيش وضعاً صعباً يفوق ما تواجهه المدن السورية الأخرى. لم يكن لدي من الوقت أكثر من أسبوعين، وكان عليّ أن أرجع إلى باريس بسبب ارتباطي بمواعيد تحددت قبل سقوط النظام، وما كان في مقدوري تأجيلها. ثم أن زيارة دمشق في ذلك الوقت كانت على قدر كبير من الأهمية بالنسبة إلي، لأني اردت التعرف من كثب على الإدارة الجديدة، التي تربطني صداقات ببعض سياسييها وإعلاميها. حاولت أن أجد أجوبة للكثير من الأسئلة التي بقيت تشغلني مثل غالبية السوريين، الذين يأملون أن تستقر سوريا، وتباشر ورشة عمل لتنظيف البلد، ووضع خريطة طريق للمرحلة الانتقالية على أسس تشاركية، وتحقيق العدالة للمتضررين من عهد آل الأسد، ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم التي ارتكبها نظاما الأسد الأب والابن. زيارة المدن السورية الأخرى أمر لا يقلّ إلحاحاً عن دمشق، التي تشكل نقطة البداية في الوطن سياسياً ووجدانياً. فإذا لم تكن دمشق مستقرة وعلى عافية، لن يستقيم الوضع في بقية أنحاء البلد. وهذا أمر شهدناه طيلة أعوام الثورة، حينما تمكن النظام العام 2015 من استعادة المبادرة بمساعدة روسيا. وبعدما كان على وشك السقوط، قام على قدميه سياسياً وعسكرياً. ولعبت روسيا وإيران ورقة السيطرة على العاصمة من أجل تثبيت بشار الأسد، وإعادة تأهيله محلياً وعربياً ودولياً. زيارة مدينة الحسكة، لا تقارن بأي زيارة أخرى، كونها المدينة حيث وُلدت، وعشت فيها طفولتي وشبابي الأول، وما زال القسم الأكبر من عائلتي يقيم فيها، وفوق ذلك لها خصوصية سياسية مهمة، لأنها ليست محكومة من الدولة السورية، بل من "قوات سوريا الديموقراطية" التابعة للإدارة الذاتية الكردية، والتي تفرض على أي زائر إلى هناك إجراءات، لا أقبلها من طرفي، لأنها تمس مبدأ سورية هذه المنطقة، وتطعن في أنها جزء من الدولة السورية. وينتظر أهل المدينة من أبنائها المثقفين والإعلاميين والسياسيين أن يعرضوا قضيتها أمام الرأي العام السوري، عسى أن تبادر السلطات لإيجاد حلول سريعة للمشاكل التي تعانيها، لا سيما المياه، عصب الحياة للاستهلاك والزراعة التي تأثرت بسبب تراجع المطر. وتعد حصيلة هذه السنة كارثية، إلى حد أنه يتوجب إعلانها منطقة منكوبة. لا أحس بأن زيارتي الثانية التي بدأت قبل أيام ستحقق كل ما أصبو إليه، والقسط الأكبر منه عاطفي ووجداني، وأظن أن ذلك لن يتحقق كلياً، حتى لو أقمت هنا بصورة نهائية، وهذا سيحدث حتماً ذات يوم. ذلك أن غياب 45 عاماً ليس بالأمر العادي الذي يمكن للمرء أن يمر عليه بسهولة. أحتاج إلى وقت كي أعوض ما فاتني هنا، وإلى جهد كبير حتى أسدد لبلدي ما له في ذمتي من ديون، والقيام بما يترتب عليّ من مسؤوليات في هذه المرحلة الصعبة التي تتطلب من جميع السوريين التكاتف من أجل النهوض بسوريا التي نحبها، ونطمح لأن ترجع أرض لقاء وثقافة وقلب المشرق العربي وحاضنة قضاياه، خصوصاً قضية فلسطين. أحس اليوم بفاصل زمني كبير مر بين الزيارتين، رغم أن الوقت لم يتجاوز الشهرين ونصف الشهر. ربما يرجع السبب إلى أن كثير من التطورات، الأمر الذي يبعث على الإحساس بأن المدة التي استغرقتها طويلة، أو ربما هو مجرد إحساس تشكل لدي لكثرة ما استغرقت من تفكير في كل تفصيل سوري، وهذا شأن لا يقتصر على فئة دون غيرها من السوريين، بل تتشاركه الغالبية العظمى، خصوصاً أبناء البلد الذين غادروا بعد العام 2011، ولم تتسنّ لهم زيارته بعد سقوط النظام، وذلك لأسباب تتعلق بقوانين اللجوء، التي تسمح للاجئ بزيارة كل العالم، باستثناء البلد الذي جاء منه. دمشق بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب رفع العقوبات، تختلف كلياً. ذلك ما تقوله عيون السوريين التي تبرق بالأمل في أن تبدأ البلاد مرحلة التعافي، وتباشر ردم المسافات بين أبنائها ومكوناتها، لترجع سوريا إلى لونها الزاهي المتعدد والمتنوع.

الكهرباء الأردنية والغاز المصري: الطريق إلى لبنان غير آمن
الكهرباء الأردنية والغاز المصري: الطريق إلى لبنان غير آمن

المدن

timeمنذ 9 ساعات

  • أعمال
  • المدن

الكهرباء الأردنية والغاز المصري: الطريق إلى لبنان غير آمن

منذ عام 2022 ينتظر لبنان انفراجات أميركية تعفي عملية نقل الكهرباء من الأردن والغاز من مصر، من تداعيات العقوبات المفروضة على نظام بشار الأسد، باسم قانون قيصر. إذ من المفترض أن تساهم الإمدادات المنتظرة، في زيادة ساعات الكهرباء. ومع أنّ العقود بين الدول الأربعة المعنية بهذا الملف، وُقِّعَت بين مطلع ذلك العام وشهر حزيران منه، إلاّ أنّ عملية التنفيذ بقيت متوقّفة. ومع سقوط نظام الأسد، فَتَحَ الرئيس الأميركي دونالد ترامب نافذة أمل برفع العقوبات عن سوريا، الأمر الذي بشَّرَ لبنان بإمكانية وصول الغاز والكهرباء إليه. لكن رغم ذلك، لا يزال الطريق غير آمن. مؤشّرات إيجابية شكَّلَ سقوط نظام الأسد فرصة لسوريا والدول المحيطة بها، لبناء شبكة علاقات اقتصادية تفيد جميع الأطراف. فالعراق يتطلّع إلى استئناف ضخ النفط وتوسيع مشاريعه لتشمل نقل الغاز ومد خطّ فايبر أوبتيك. في حين كان سقوط النظام فرصة لإبطال قانون قيصر، وتالياً استئناف العلاقات بين الأردن وسوريا وتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين. وفي كانون الثاني الماضي، أكّد منتدى الاستراتيجيات الأردني على أنّ قانون قيصر "أثّر سلباً على حجم التبادل التجاري وأعاق تنفيذ مشاريع استراتيجية مشتركة". وبالتالي، فإن المؤشّرات الإيجابية المرتبطة برفع العقوبات "ستساهم في تعزيز التجارة ودعم إعادة الإعمار وتطوير قطاعات حيوية مثل النقل، والصناعة، والخدمات اللوجستية". ومن المؤشّرات الأخيرة على تفعيل العلاقات بين البلدين، وافق مجلس الوزراء الأردني على الإطار العام لإنشاء مجلس للتنسيق الأعلى بين الأردن وسوريا. وعلى المستوى المحلّي، لا يخفي لبنان أهمية الهدوء في المنطقة وتداعيات تحرُّر سوريا من مفاعيل قانون قيصر، فسوريا هي المحطّة الأساسية التي سيمرّ عبرها النفط العراقي والكهرباء الأردنية والغاز المصري إلى لبنان. معوّقات المشروع يكتسب وصول الغاز والكهرباء إلى لبنان أهمية خاصة لأنّ الانتظار طال 3 سنوات حتّى الآن، في حين أنّ الفيول العراقي بالكاد يؤمِّن نحو 6 ساعات من الكهرباء يومياً، بعد أن كانت التغذية تتراوح في معظم المناطق بين 12 و18 ساعة يومياً قبل العام 2019. كما أنّ زيادة التغذية بالكهرباء، سواء الآتية مباشرة من الأردن، أو الموَلَّدة في معمل دير عمار بواسطة الغاز الآتي من مصر، ستخفّف الأكلاف على المواطنين وأصحاب المؤسسات، ما يعني تعزيز النشاط الاقتصادي. لكن الأمور لا تجري بسهولة. فاستجرار الكهرباء والغاز ينتظر إقرار رفع العقوبات بصورة نهائية، وينتظر أيضاً استكمال السلطات اللبنانية إجراء الإصلاحات المطلوبة كشرط من البنك الدولي لإعطاء قرض بقيمة 270 مليون دولار لتمويل استجرار 650 مليون متر مكعب سنوياً من الغاز المصري و250 ميغاواط من الكهرباء الأردنية. ومن الإصلاحات، تعيين الهيئة الناظمة للكهرباء وتحسين الجباية ووقف التعدّي على الشبكة، وهي إصلاحات لم تطبَّق حتى الآن، ما يعرقل موافقة البنك على القرض. وتعليقاً على ذلك، رأى الخبير الاقتصادي جاسم عجاقة أنّ "رفع العقوبات عن سوريا لا يتم بكبسة زر، بل يحتاج إلى فترة طويلة. كما أنّ هذه العملية قد تكون تدريجية وليست دفعة واحدة. لكن في جميع الحالات، فإنّ "رفع العقوبات يخلق مجالات تعاون كبيرة بين لبنان والدول المحيطة، خصوصاً مع سوريا. لكنه يخلق أيضاً مجالات للتنافس، لا سيّما عندما تبدأ عملية إعادة الإعمار في سوريا، إذ ستجذب الاستثمارات إلى هناك". وبالنسبة إلى عجاقة، إنّ المشاريع المرتبطة برفع العقوبات على سوريا "ستظهر مفاعيلها بعد سنة أو سنتين من القرار". ولذلك، قد تتأخّر عملية توريد الكهرباء والغاز إلى لبنان. وربط هذه العملية بالترتيبات السياسية في المنطقة، ليس مفاجئاً، بل جاء مواكباً للحديث عن العملية قبل 3 سنوات. ففي آذار 2022 أكّدت السفيرة الأميركية السابقة في لبنان، دوروثي شيا، خلال لقائها مع وزير الطاقة السابق وليد فيّاض، أنّ أميركا تتمسّك بـ"صفقات الطاقة الإقليمية التي تتقدّم باستمرار"، لكنّ الصفقات "عملية طويلة ومعقّدة". طريق الغاز والكهرباء إلى لبنان لا يزال غير آمنٍ. فهناك شرطان لم يُنجزا بعد، الاستقرار الكامل في سوريا ورفع العقوبات عنها، فبهذه العملية، تكون الأنابيب محمية من الأعمال التخريبية، وتتفادى الأردن ومصر عقوبات لخرقهما قانون قيصر، وكذلك يكون لبنان في الضفّة الآمنة من هذا القانون. وبالتوازي، يتعلّق شرط الإصلاحات بمدى جدية السلطات اللبنانية فتح صفحة جديدة في هذا البلد، وهو ما تحاول الحكومة الحالية القيام به من خلال بعض الخطوات الإصلاحية. ولذلك، فإنّ عامل الوقت أساسيّ، وضاغط في الوقت عينه، لكن وزير الطاقة جو الصدّي متفائل، فأعلن في آذار الماضي "بدء العمل على تشكيل الهيئة الوطنية لتنظيم قطاع الكهرباء، بعد مرور 23 سنة على إقرارها، والعمل على تشكيل مجلس إدارة مؤسسة كهرباء لبنان، وإطلاق حملة لمكافة التعديات قريباً، وتطبيق سياسة تشجيعية، بحيث أنّ المناطق التي تتجاوب مع معالجة التعديات ستستفيد من ساعات تغذية إضافية".

برّي لـ"المدن": أثبتنا في بيروت أننا ثنائي وطني
برّي لـ"المدن": أثبتنا في بيروت أننا ثنائي وطني

المدن

timeمنذ 9 ساعات

  • سياسة
  • المدن

برّي لـ"المدن": أثبتنا في بيروت أننا ثنائي وطني

نجحت القوى السياسية في إخراج الانتخابات البلدية من طابعها العائلي التنموي، وحوّلتها إلى استحقاق سياسي بامتياز، له دلالاته التي لا يمكن إلا البناء عليها في الانتخابات النيابية المقبلة. وقد خاضتها جميع القوى، من موقعها كأحزاب أو تيارات سياسية، على أنها تمهيد للانتخابات النيابية. وإذا كانت المرحلة الرابعة في الجنوب تُعد تحصيل حاصل لصالح الثنائي، فإن للانتخابات البلدية ونتائجها في بيروت والبقاع قراءتها المختلفة، خصوصاً أنها أعقبت الحرب الإسرائيلية على لبنان، والهجمة السياسية التي يتعرض لها حزب الله نتيجة حرب الإسناد، التي خلّفت خراباً كبيراً في البلاد. ورغم كل المواقف السياسية المناهضة لسياسته، فإن حزب الله وحركة أمل لم يتأثرا، وحافظا على حضورهما الشعبي ذاته. وقد قرأ الثنائي نتيجة بيروت على هذا النحو، وخرج منها ليقول إن الصوت الشيعي بقي هو المرجّح في العاصمة، وشكّل الرافعة للتنوع، في نتيجة قد يُبنى عليها في الانتخابات النيابية. ارتياح بري وقد ولّدت نتائج بيروت البلدية ارتياحاً لدى رئيس مجلس النواب نبيه بري، إذ إن الانتخابات، بالأجواء التي شهدتها، وما انتهت إليه، أثبتت أن الثنائي ليس مجرد ثنائي شيعي، بل هو ثنائي وطني بامتياز. وقال في حديث إلى "المدن": "قمنا بواجباتنا في الانتخابات البلدية في بيروت، وأمّنا التوازن، إلى درجة أنه لا يجوز الاستمرار في توصيفنا كثنائي شيعي، بل نحن ثنائي وطني". ليست خطوة عابرة، في خلفياتها السياسية داخلياً وخارجياً، أن يُؤمِّن الثنائي المناصفة في التمثيل الطائفي للعاصمة، وينقلها إلى بر الأمان، بعد تجربة طرابلس المريرة. وبينما تتطلب أرقام المسيحيين قراءة سياسية مغايرة، فإن المزاج المسيحي، الذي ظهر في الانتخابات الماضية وكان أقرب إلى الثورة، قد تبدّل اليوم، بدليل فشل قوى التغيير في بيروت، بينما تقاسم التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية التمثيل المسيحي في العاصمة. ولأول مرة، يزداد القلق المسيحي بشأن الحضور في بيروت، ويعكس امتعاضاً من كونه العنصر الأضعف في المعادلة. البقاع قال كلمته للمرة الأولى أيضاً، تجري الانتخابات البلدية في ظل غياب تيار المستقبل كلياً عن الساحة السنية، ويكون تآلف الأحزاب ضمانة للمناصفة، لا وجوده. ولم يكن عزوف السنة مرتبطاً فقط بغياب المستقبل، بل بات واضحاً أن السعودية أصبحت المرجعية السياسية الأساسية للطائفة، بدليل موقع فؤاد مخزومي في المعادلة البيروتية. أجرى مخزومي عملية احتساب دقيقة للأصوات عشية الانتخابات، وكان طموحه أن يشكّل حالة بديلة عن المستقبل. لكنه، رغم الدعم السعودي، لم تسعفه الأرقام ليكون ركيزة يُبنى عليها في الانتخابات النيابية، مقارنة بالأحباش والجماعة الإسلامية وحتى تيار المستقبل، بعدما فاز المرشح المحسوب عليه بنسبة وازنة من الأصوات، بما لا يدع مجالاً للشك أن مناصري المستقبل صبّوا أصواتهم لصالحه. لم تُفرز الانتخابات البلدية قوى سياسية جديدة من خارج السياق المتعارف عليه، وأثبت المجتمع المدني ضعفه البنيوي، كما التغييريين في بيروت، على الرغم من ارتفاع لهجة خطابهم في مواجهة حزب الله بعد الحرب. أما في انتخابات البقاع، فقد عبّرت عن نفسها بوضوح في صناديق الاقتراع. وقال رئيس المجلس: "البقاع بات يتحدث عن نفسه، إذ إن كل القرى والبلدات قالت كلمتها لصالح الثنائي الوطني". في قراءة أولية للثنائي، كان واضحاً أن جمهور البقاع، وتحديداً في بعلبك-الهرمل، "بقي ثابتاً على نهج المقاومة والالتزام باللوائح التي قدّمتها قيادة الثنائي. وحتى اللوائح المعارضة لم تخرج عن إطار بيئة المقاومة، ما يثبت أن خيار المقاومة متجذّر بقوة لدى هذا الجمهور". خصوصية زحلة أما زحلة، فلها خصوصيتها. ولا يرى الثنائي أنها تشكّل دليلاً على تراجعه، لأن اللائحة التي واجهت القوات اللبنانية تشكّلت من تحالف الكتائب مع أسعد زغيب، فيما غاب التيار الوطني الحر عن المواجهة. ولم يُسجَّل الصوت الشيعي حضوره كاملاً هناك، رغم أنه صبّ ككتلة متماسكة، وإن بنسبة لا تعكس حجمه الحقيقي. وقد أدّى سوء التقدير في الحسابات إلى فوز القوات اللبنانية، ما استدعى استنفار التيار الوطني لإجراء مراجعة للخلل، وسط تشتت باقي القوى. على صعيد حزب الله، شكّلت الانتخابات البلدية مؤشراً حاسماً على مدى تجذّر خيار المقاومة، وأن الجمهور الشيعي منضبط تحت سقف الولاء للثنائي الشيعي أمل-حزب الله. وهذا مؤشر واضح ومؤكد، وسط شعور متزايد لدى هذا الجمهور بخطورة المرحلة، وضرورة التكاتف والانضباط. وبالنسبة إلى باقي القوى، قد لا تكون النتائج مؤشراً حاسماً، بسبب الانقسامات المسيحية التي قد تعيد الاصطفافات. أما الجمهور الشيعي، فسيصبّ بالقوة نفسها في الانتخابات النيابية. وبالتالي، يمكن اعتبار نتائج البلديات عيّنة دقيقة للانتخابات النيابية، لأنها استحقاق سياسي بامتياز. تحالف الأضداد يخالف رئيس المجلس من يقول إن الانتخابات البلدية ستعيد خلط الأوراق أو تشكّل صورة مستقبلية للانتخابات النيابية بعد عام. ففي تقديره، المؤشرات ستختلف، إذ قال: "في بيروت جمعنا الأضداد، أما في الانتخابات النيابية فسيختلف المشهد، وسيتفرقون حُكماً"، في إشارة ضمنية إلى التحالف المؤقت مع القوات اللبنانية. أما في الجنوب، فـ"العين تبقى على إسرائيل خشية ارتكابها حماقة جديدة". فالانتخابات هناك تشكل تحدياً بذاته، وهو ما يدركه بري جيداً، إذ قال: "في الجنوب، سنذهب إلى الانتخابات في كل الأحوال، وسنخوضها مهما كلف الأمر"، كاشفاً أن الجهود مع حزب الله تنصبّ على تحقيق التوافق، وأضاف: "الأجواء ستكون بغالبيتها توافقية، وقد عملنا على تحقيق ذلك".

هل بدأ تنفيذ الفلسطينيين للقرار 1701؟
هل بدأ تنفيذ الفلسطينيين للقرار 1701؟

المدن

timeمنذ 9 ساعات

  • سياسة
  • المدن

هل بدأ تنفيذ الفلسطينيين للقرار 1701؟

تعميم وصل إلى بعض قادة حركة فتح في مخيمات صور (الرشيدية، والبرج الشمالي، والبص)، اطلعت "المدن" على مضمونه، يوحي بأن تسليم السلاح الفلسطيني جنوب الليطاني قد سلك الطريق العملي. كما أن بعض الإجراءات التي اتخذتها حركة (فتح) في تلك المخيمات تفتح الباب واسعاً حول احتمال أن تبدأ معالجة السلاح الفلسطيني في تلك المنطقة. التعميم الذي وصل إلى قادة حركة فتح ينص على ضرورة تطبيق جملة من التدابير الصارمة الخاصة بالعمل العسكري، مع تحذير واضح من مخالفتها. أولى هذه التدابير تتضمن أنه "يُمنع حمل السلاح أو التجوّل فيه داخل أزقة المخيم". كما ينص التعميم على منع ارتداء اللباس العسكري خارج المكاتب والمراكز الحركية. ويشدد التعميم على منع الحراسة أمام تلك المراكز، والاكتفاء بالتواجد عند باب المركز من الداخل. ويحدد التعميم تاريخ 1 حزيران للبدء بتطبيق تلك الإجراءات، ويحذّر من أن إطلاق النار، مهما كانت الدواعي، سيقود إلى تسليم مطلق النار مباشرة إلى السلطات اللبنانية. يُضاف إلى ذلك أن المعسكر الأكبر لحركة فتح في لبنان، وهو "معسكر الشهيد ياسر عرفات"، جرى طليه، وتحويله لأغراض مدنية، اجتماعية وثقافية. اختيار هذه المخيمات لتكون الاختبار الأول لتنظيم السلاح الفلسطيني أو تسليمه أو ضبطه، ليس عبثاً، فعدا عن كونها تقع جنوب الليطاني، وبالتالي فإن الضغط الدولي سيكون باتجاهها بشكل أكبر، فإن جملة اعتبارات دفعت بهذا الاتجاه. فقد ترددت الاتهامات لتلك المخيمات في السنوات الأخيرة بأن بعضها انطلقت منه أعمال استهدفت (إسرائيل) إن كان من خلال التدريبات أو إطلاق الصواريخ. ففي نهاية عام 2021 أبرز موقع "ألما" الإسرائيلي صورة لمسجد أبي بن كعب في مخيم البرج الشمالي، وقال إنه مركز تدريب لحركة حماس. وفي نيسان 2023 انطلقت صواريخ نحو مستوطنات شمال فلسطين المحتلة، ذكرت التقارير أن منطقة القليلة كانت مركز الإطلاق، وهي المنطقة الملاصقة لمخيم الرشيدية، وهو المخيم الأقرب إلى فلسطين (حوالي 12 كلم)، واتُهمت جهات فلسطينية بالواقعة. وتكرر الأمر عدة مرات خلال الحرب الحالية في غزة. ليصبح مخيم الرشيدية منذ ذلك الحين محط أنظار الصحافة الإسرائيلية، التي سلطت عليه الأضواء باعتباره أحد قواعد حماس العسكرية في لبنان. واغتالت (إسرائيل) عدداً من قادة حماس يسكنون هذا المخيم، أبرزهم: خليل الخراز وسمير فندي وهادي مصطفى، واتهمتهم بأن لهم دوراً بارزاً في كتائب القسام. إضافة إلى اغتيال قائد حماس في لبنان فتح شريف بمخيم البص. كما استهدفت مركزاً لحركة الجهاد الإسلامي في مخيم الرشيدية خلال العدوان الأخير على لبنان. الاعتبار الثاني هو أن حركة فتح، لا تزال لها الغلبة العددية والعسكرية في مخيمات صور، مما يسهل عملية تنظيم السلاح، بما أن رئيسها محمود عباس يؤيد تسليم السلاح منذ سنوات طويلة. واعتبارات عديدة أدت إلى تفوق الحركة في تلك المنطقة، على رأسها أن مخيم الرشيدية كان مقر أمين سر فتح في لبنان سلطان أبو العينين طيلة 18 عاماً (1991-2009)، وهو ما سمح له ببناء نفوذ فاعل لحركته في تلك المنطقة. فيُقدر عدد عناصر فتح في مخيم الرشيدية وفق مصادر متعددة، بما يزيد على 700 عنصر، وفي مخيم البرج الشمالي بحوالي 500 عنصر، وحوالي 150 عنصراً بمخيم البص الأقل عدداً (12 ألفاً). الاعتبار الثالث هو أن تسليم السلاح الفلسطيني جنوب الليطاني يحظى بشبه إجماع لبناني، ويُدرك الفلسطينيون هذا الأمر، وأنه لا إمكانية لاستثمار أي تناقض لبناني داخلي في هذا المجال. لأجل ذلك، لا يبدو أن الطروحات السابقة حول تنظيم السلاح الفلسطيني، يمكن أن تسري على مخيمات جنوب الليطاني، ومنها نشر قوات الأمن الوطني الفلسطيني كوسيط أمني بين السلطات اللبنانية وسكان المخيمات، بل المرجح، حتى الآن، أن تتولى الأجهزة الأمنية اللبنانية مهمة الأمن بشكل مباشر. ومما يُذكر أنه، إضافة للمخيمات الثلاثة في جنوب الليطاني، هناك عدد كبير من التجمعات الفلسطينية، أشهرها القاسمية وأبو الأسود والشبريحا وجل البحر.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store